في خروجك دع هاتفك في دارك ولا تحمله معك. لا تخف! جربها يومًا حتى لربع ساعة، واجعلها عادةً فيك وزد فيها كل خرجةٍ.
كن في هذا لأسبوعين أو ثلاثة، ثم قارن أرقامك الأولى بالجديدة في ««مدة استخدام الجهاز» أو «الرَفَاهيَة الرقمية».
وإن ارتحت بها وارتضيتها لك حالًا فاقفز لما بعدها.
استخدم هاتفًا قديمًا
يُسميه الناس بـ«الهاتف الغبي» وأنا عندي «اليسير». وهو أفضل من ابن عمه «الذكي»، -وإن كان ذكيَّا- إلا أن خوارزمياته لا همّ لها بك، المهم عنده أن تقضي أكثر وقتك عليه فيسحب منك طاقة ذهنك ووقتك في تفاهاتٍ ليُريك إعلاناتٍ يأخذ مالها صاحبه.
وأما «اليسير» فيه مهم المهم، فبه تقدر على الاتصال وإرسال الرسائل وقد يكون فيه ما يزيد على هذا، كحاسبة وعدسة ضعيفة للتصوير، كهواتف «نوكيا» القديمة.
وقد أخترت من «أينما كنت» جهازًا ليكون هاتفًا لي، وفيه من الميزات ما يفوق أجهزة نوكيا (وبعضها لا يشتغل إلا في بلده أصلا) إلا أن لي أسبابي في اختياري، فلا أنصحك به. فإن لقيت هاتفًا به ميزات تصلح لك كالخرائط، فنوكيا عندها أجهزة بهذه الميزات وبعيدة عن خوارزميات «الذكي».

لا تحن لهاتفك الذكي إن أردت شيئًا لم تلقه في هاتفك اليسير، جِد أداة أو طريقًا آخر يُغنيك عن الرجوع إليه، ولا تدع الشيطان يُزين لك سهولة وصولك لحاجتك قبل انتقالك هذا. وصحيح، فـ«اليسير» مغيّر لمعايش الناس؛ فإن أردت الدفع به في الدكاكين لن تقدر، ولن تندري بالمناسبة القادمة قبل حصولها، ولكن لكل هذه حل. فلا تيأس وتذكر كيف كنّا.
جِد أبدال لما فقدت
لا تحن لهاتفك الذكي إن أردت شيئًا لم تلقه في هاتفك اليسير، جِد أداة أو طريقًا آخر يُغنيك عن الرجوع إليه، ولا تدع الشيطان يُزين لك سهولة وصولك لحاجتك قبل انتقالك هذا. وصحيح، فـ«اليسير» مغيّر لمعايش الناس؛ فإن أردت الدفع به في الدكاكين لن تقدر، ولن تندري بالمناسبة القادمة قبل حصولها، ولكن لكل هذه حل. فلا تيأس وتذكر كيف كنّا.
ما يُكتسب بالانتقال إلى «اليسير»
سيزداد تركيزك. وستحترم مُحادثك خلال كلامه بالاستماع له، كما أن ساعةً تُضاف في يومك تقرأ فيها ما يُفيد دنياك وآخرتك.
ستكون منغمسًا في عملك متواصلًا دون انقطاع، فتقضي وتنجز ما تريد.
يصفى عقلك وتحل السكينة عليك بإذن الله.
عندك ساعتين أو أكثر كل يوم تفعل فيها ما تحب!
الحاصل
كل ما يُذهلك عن نفسك، وعن زمنك وحاضرك، وعن عملك لغدك؛ عدوُّك.
يسرقُ العمر منك، يتخطَّفهُ لحظة تلو اللحظة، يوما بعد اليوم، أسبوعا بعد الأسبوع. وهذا هاتفك، يحبسُكَ في دوائر مفرغة! شيطان لعينٌ! هو أعدى أعدائك.
فلا تصادقه!
#تقنية